ما احوجنا اليوم الى هذا الكلام فى زماننا هذا الذى نتحارب فية كالوحوش فى البرية .....
..............................
ما هو ( الصبر الجميل ) و ( الصفح الجميل ) و ( الهجر الجميل )
قال ذو الجلال والإكرام مخاطبا نبيه ومصطفاه
" فَاصْبِرْصَبْرًا جَمِيلًا "
وقال جل في علاه :
" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
وقال رب العزة سبحانه وتعالى :
" وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا "
ولو تأملنا الايات وماجاء فيها من امر من الله عزوجل لأنبياءه انه امرهم بالصبر والصفح والهجر ولكنه وصف كلا منها بالجميل فليس صبرا فقط بل
الصبر الجميل وليس هجرا فقط بل هجرا جميل وليس صفحا فقط بل جميل
ما هو (الصبر الجميل) و ( الصفح الجميل) و ( الهجر الجميل) ؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ذلك :
إن الله أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل،
فالهجر
الجميل هجر بلا أذى،
والصفح الجميل صفح بلا عتاب،
والصبر الجميل صبر بلا شكوى
وقد يغلب على الناس فهم ان الشكوى والبكاء هو مما يعارض الصبر لكن ذلك مفهم غير صحيح
قال يعقوب عليه الصلاة والسلام: " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " مع قوله: " فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون "
فالشكوى إلى الله لا
تنافي الصبر الجميل.
وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال، إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه،
كما قال تعالى: " فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب " .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف !. بخلاف الشكوى إلى المخلوق
لكن ان كانت الشكوى تحمل نوعا من التسخط على قضاء الله وقدره وغير ذلك مما يفوت على العبد اجر
الصبر فهذا النوع من الشكى الذي ينافي الصبر كليا وليس الصبر الجميل قط
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " .
ولا بد للإنسان من شيئين:
1- طاعته بفعل المأمور، وترك المحظور،
2- وصبره على ما يصيبه من القضاء المقدور،
فالأول هو التقوى والثاني هو الصبر،
ثبتنا الله على الخير والهدى
المصدر: منتديات وحوش - من قسم: منتديات وحوش العرب