عمرالزوايدى عضو ماسى
عدد المساهمات : 195 نقاط : 73635 السٌّمعَة : 12 تاريخ التسجيل : 15/07/2011
| موضوع: فن القصه فى الادب العربى الحديث السبت ديسمبر 22, 2012 8:45 pm | |
| يعد فن القصة فناً حديثاً نسبياً نشأ مع نشوء المجتمع الصناعي في أوربا , واتخذ في الماضي شكلاً من قصص النغامرات والفروسية. والقصة الحديثة تختلف عن أساليب السرد القصصي القديمة , وقد تطورت وأخذت عناصرها في الأدب الغربي , وانتقلت إلى الأدب العربي, وساعدت الصحافة على نشأة القصة وتطورها عند العرب .
- وقد مرت القصة العربية بطورين :
أ- طور البدايات أو التأسيس . ب- طور القصة الفنية.
أ- طور البدايات أو التأسيس :
وفيه مراحل متعاقبة ومتداخلة من ترجمة واقتباس وتأليف – وتنوعت الأغراض بين التعليم والإصلاح الاجتماعي والتسلية والترفيه.
أولاً : مرحلة الترجمة:
ترجمت القصة عن الفرنسية والإنكليزية على أيدي الأدباء الشاميين المهاجرين إلى مصر واتصفت بصفتين:
1- اختيار الترجمة من التيار الرومانسي الذي يلائم واقع المجتمع وأحاسيسه في الرغبة بالتغيير .
2- التدني الفني في الترجمة والتصرف بشخصيات القصة وأحداثها لأنها لكتاب مغمورين .
- كانت لغة الترجمة ركيكة , ةتعتمد السجع – ولكنها أسهمت في خلق جمهور قارئ ونشّطت خياله وفكره.
- تحسنت الترجمة مع المنفلوطي حيث بدأ الاهتمام بالفصحى , ولكنه كان يتصرف بالترجمة بالحذف والاختصار , وينطق الشخصيات الغربية بآيات قرآنية وأحاديث نبوية – ولاقت ترجماته قبولاً من القراء وحركت عواطفهم .
- ترجم الزيات ( آلام فرتر ) بأسلوب أرقى وبشكل مطابق للأصل , وهذا دفع الترجمة للأمام .
- وكان للترجمة دور أساسي في التمهيد لكتابة القصة الفنية .
ثانياً : قصص التعليم والإصلاح الاجتماعي :
قلّد الأدباء القصص المترجمة , أو اقتبسوا منها قصصاً تعالج المآسي الاجتماعية والعاطفية , ليعبروا عن إحساسهم بالواقع ووعيهم له. ومنهم:
1- فرنسيس مرّاش من سورية : كتب قصة ( غابة الحق ) وهي قصة فلسفية تعالج الفساد بأسلوب رمزي .
2- شكري العسلي من سورية : كتب قصة فجائع البائسين على منوال رواية البؤساء لفيكتور هيغو .
3- سليم البستاني من لبنان : كتب قصصاً تعالج وضع الفتاة في مجتمع مقيد بعادات فاسدة بالية.
4- المويلحي من مصر : كتب ( حديث عيسى بن هشام ) يعالج فيها فساد العادات وتأثير الحضارة الأوربية بأسلوب المقامة .
5- حافظ إبراهيم من مصر : كتب ( ليالي سطيح ) يعالج قضايا اجتماعية مصرية أيام الاحتلال الإنكليزي بأسلوب المقامة أيضاً.
ثالثاً : قصص التسلية والترفيه:
وغايتها إمتاع القارئ ومداعبة أحلامه , وموضوعها الأساسي الحب بمعناه المتخلف , وكذلك قصص المغامرات المثيرة – وفي هذه القصص هبوط في البناء الفني بتأثير الغرض التعليمي والترفيهي – وفيها كثير من التصنّع واللغة الركيكة إضافة لتحكم الكاتب بالشخصيات .
رابعاً: القصة التاريخية :
- استمدها الكاتب من التاريخ – ورائدها ( جرجي زيدان ) الذي كتب 21 رواية تناولت التاريخ العربي الإسلامي وحظيت برواج كبير . وفي كل رواية عقدة غرامية , ومفاجآت كثيرة بالإضافة إلى التشويق والإثارة .
- وأثرت رواياته تأثيراً كبيراً في الأجيال ومنها ( غادة كربلاء – والحجاج – وزنوبيا ) رغم مبالغاتها الكبيرة .
- وعالج كتاب آخرون الرواية التاريخية ومنهم ( معروف الأرناؤوط ) في رواية ( سيد قريش ) و( عمر بن الخطاب ) . وكذلك علي الجارم ومحمد سعيد العريان .
ب- القصة الفنية :
- بدايات القصة الفنية ( رواية زينب ) :
- رواية زينب لمحمد حسين هيكل أول رواية فنية في الأدب العربي كتبها في أوربا عام 1911 ونشرها عام 1914 بتوقيع ( فلاح مصري ).
قصتها :
بطل القصة ( حامد ) المتعلم يحب الفلاحة ( زينب ) بعد يأسه من حب ابنة عمه ( عزيزة ) بسبب العادات والتقاليد – ويبقى ضائعاً بغير إرادة – فيفقد ( عزيزة) التي تزوجت حسب رغبة أهلها , وزينب ) التي زوجها أهلها ممن لاتهوى . و( زينب ) كانت محتارة أيضاً لأنها كانت تحب ( ابراهيم ) رئيس العمال . وتنتهي القصة بموت زينب وهروب حامد .
فكرة القصة :
هي عجز البطل عن تحقيق رغبته في المجتمع المحافظ بعاداته وتقاليده – والقصة رغم أنها تدور في الريف فهي لاتعالج مشكلات الريف وعلاقاته البائسة . ولم ينسج الكاتب عناصر القصة نسجاً محكماً – وكان بناؤها مخلخلاً فوصف الريف الشاعري الجميل لايلائم الجو البائس الحزين للقصة .
- وقيد الكاتب حرية البطل فدفع حامداً إلى اعترافات غير مألوفة في بيئته , وناقش قضايا فوق مستواه , وكانت أحداثه مفتعلة , والانتقال من موقف إلى موقف بلا تمهيد .
قصة الأجنحة المتكسرة : لجبران
ظهرت في الفترة نفسها وطبعها جبران بطابع عاطفته الحادة , وكانت لوناً من البوح الشخصي – ولم ترسم الشخصيات بشكل صحيح – وجمع في أسلوبه الشعري بين الرومانسية والرمزية , وابتعد عن الأسلوب القصصي الجيد.
2- تطور القصة الفنية : بين الحربين تألقت مدرسة الأدب القصصي الجديد, وكان من روادها عيسى عبيده في/ ثريّا / ومحمود تيمور في / نداء المجهول/ وفي الثلاثينيّات ظهرت قصّة / إبراهيم الكاتب / لإبراهيم المازني و/ سارة / لعبّاس محمود العقّاد و/ الأيّام / لطه حسين . وقد اتّصفت الرّواية في هذه المرحلة بمايلي : أ- تكيف الّلغة القصصيّة مع وسائل التعبير / سرد- وصف – حوار / . ب- استمدت مادة القصص من تجارب الكتّاب . ت- تمكّن الكتّاب من الغوص في نفوس أبطالهم وتحليلها . ث- الاهتمام بالفرد ,وعزل الأحداث عن المجتمع . ج- سيطرة النزعة الرومانسيّة ,والتوجّه إلى الماضي ,والاهتمام بالطّبيعة.
• نضج القصة العربية الحديثة : 1- في الأربعينياّت : نضجت القصّة الفنية على يد نجيب محفوظ الّذي بدأ رومانسيّا من خلال / عبث الأقدار/ و/ كفاح طيبة / ,لكنّه انعطف في منتصف الأربعينيّات إلى الرّواية الاجتماعيّة, فكتب / القاهرة الجديدة/ وغيرها . امتاز محفوظ بالواقعيّة, والإيقاع البطيء, والاهتمام بالبيئة .وأثرها في الشخصيّات والأحداث ,و عمل في الواقعية النفسيّة ثم الواقعيّة الوجوديّة ,وغلبت لديه الرؤيّة الفلسفيّة . 2- في الخمسينيّات : استمرت الرومانسيّة في قصص محمد عبد الله, والواقعية عند محمود تيمور وغسان كنفاني , وحنا مينه . 3 - في الستينيّات : ظهرت النّزعة التجريبيّة ,والحداثة في القصّة ,وقد امتازت بمايلي : 1- بالثورة والخروج على الحكاية والسّرد . 2- بالخروج على الشّكل التقليديّ للقصّة إلى أشكال جديدة . 3- باستعادة التاريخ أو الأسطورة أو التّراث العربيّ . 4- بالاستفادة من تقنيّات السينما والمسرح. 5- شيوع القصص الخياليّة . 6- باستخدام الّلغة الإيحائيّة القلقة المتوتّرة . | |
|