العميد دكتور بركات المهدى مدير
عدد المساهمات : 157 نقاط : 71946 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 07/11/2011
| موضوع: كيفية تغيير الصورة الذهنية لاجهزة الشرطة لدى الجماهير الأربعاء نوفمبر 21, 2012 6:47 pm | |
| أن وسائل الاعلام حين تتبنى آراء أو إتجاهات معينة، وخلال فترة محددة من الزمن، فأن القسم الأكبر من الجمهور سوف يتحرك في الاتجاه الذي تدعمه وسائل الاعلام لما لها من قوة وتأثيرعلى الجمهور، وبالتالي يتشكل الرأي بما يتناسق وينسجم في معظم الاحيان مع الافكار التي تدعمها وسائل الاتصال، لاسيما التلفزيون ، فوسائل الاعلام والاتصال الجماهيري بشكل عام تنحاز احيانا الى جانب إحدى القضايا أو الشخصيات، بحيث يؤدي ذلك إلى تأييد القسم الأكبر من الجمهور للاتجاه الذي تتبناه وسائل الاعلام، وذلك بحثا عن التوافق الاجتماعي،أما الأفراد المعارضين لهذه القضية أو تلك الشخصية فأنهم يتخذون موقف الصمت ، تجنبا لاضطهاد الجماعة الكبيرة المؤيدة ، وبالتالي فانهم اذا كانوا يؤمنون بآراء مخالفة لما تعرضه وسائل الاعلام، فانهم يحجبون آرائهم الشخصية، ويكونوا أقل رغبة في التحدث عن هذه الآراء مع الآخرين، اما الذين لديهم آراء منسجمة مع ما تبثه وسائل الاعلام فانهم يكونوا أكثر نشاطا وجرأة في الاعلان عن هذه الاراء والتحدث بشأنها للحصول على القبول الاجتماعي ، ونظرا لأن القسم الاكبر من الجمهور يعتقد ان الجانب الذي تؤيده وسائل الاعلام يعبر عن الاتجاه السائد في المجتمع،f التالى الرأي الذي تتبناه وسائل الاعلام يقوى ، وربما يسبب ضغطا على المخالفين للرأي الذي تتبناه وسائل الاعلام فيلجأون إلى الصمت، فاننا نحصل على أثر (لولبي ( يزداد ميلاً تجاه الجانب السائد الذي تتبناه وسائل الاعلام، بغض النظر عن الموقف الحقيقي للجمهور. وهذا ما اكدته نظرية دوامة الصمت (اليزابيث نوليه) وهناك ثلاثة متغيرات أساسية تساهم وتزيد من قوة تأثير وسائل الاعلام وهى :- 1- التأثير الكمي من خلال التكرار : حيث تقوم وسائل الاعلام بتقديم رسائل اعلامية متشابهة ومتكررة حول قضية ما أو شخصية ، دون إرادة منه. 2- التسيير اللاارادي للمتلقي والتأثير الشامل عليه : بسيطرة الاعلام على الانسان ومحاصرته في كل مكان، وتهيمن على بيئة المعلومات المتاحة له. 3- التجانس والهيمنة الاعلامية: بأن القائمين على الاتصال والعاملين في الوسط الاعلامي يقدمون رسائلهم الاعلامية انسجاما مع موقف أصحاب المؤسسات الاعلامية التي يعملون فيها، واتفاقا مع اصحاب المصالح الكبرى في توجيه الرأي العام للجمهور، مما يزيد من قوة تأثيرها على المتلقي. ومما هو معروف وبديهي أن الإعلام لا يوجه الرأي العام فحسب بل بإمكانه أن يخلق الرأي العام نفسه، وبالتالي فإن الدول وخاصة ذات النفوذ منها، تحاول ألا يخرج توجه هذا الإعلام عن الإطار الذي ترسمه هذه الدول متماشياً مع سياساتها وخادماً لأهدافها ومصالحها، مع هوامش بسيطة لذر الرماد في العيون وإيهام الناس بحرية هذا الإعلام واستقلاليته، رغم تبعيته وعبوديته. و المتابع لوسائل الإعلام الحالية يدرك بأن لكل منها توجهه وتبعيته ومصالحه إلا ما ندر، إلا أن السمة المشتركة بين معظمها هي تجاهلها المقصود للأحداث والفعاليات والأخبار التي تبرز دور الشرطة في تحقيق الأمن وقدرتها على العودة من جديد إلى الساحة ، في عالم ملئ بالاضطرابات وسط الحديث عن عدوى رياح التغيير في العالم العربي أضحى موضوع تحسين صورة رجل الشرطة الشغل الشاغل لكل الحكومات والوزارات الأمنية والأوساط السياسية ولكل المخلصين من أبناء هذا الوطن ، وتأتي أهمية تحسين صورة رجل الشرطة من أهمية ضمان تعاون المواطن مع أجهزة الشرطة لمكافحة الجريمة ذاكراً ان الله سبحانه وتعالى قد مَنَّ الله علينا بنعم كثيرة وعظيمة من ضمنها نعمة الأمن ، فالحياة لا تهنأ بغير أمن والحضارة لا تزدهر بغير أمن ، بالاضافة الى المتغيرات العالمية الجديدة كالعولمة والتحديات الثقافية والاجتماعية داخلياً وخارجياً ، أصبحت أجهزة الشرطة بحاجة إلى دعم اجتماعي يساند أعمالها ووظيفتها بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المحلي لتستطيع أداء مهامها لمكافحة الجريمة والحفاظ على أمن الفرد والمجتمع. وأن عدم وجود تعاون بين أجهزة الشرطة والمواطنين يجعل من الصعب منع الجريمة ومكافحتها بنسبة عالية وبجودة شاملة تحقق طموحات الفرد والمجتمع .ومن جانب آخر فإن الأسلوب السلبي لتعامل بعض رجال الشرطة مع المواطنين يولد نوعاً من الجفاء وعدم التعاون مع أجهزة الشرطة. ومن هنا تتضح اهمية دور الإعلام في مساعدة رجل الشرطة في كسب ثقة المواطن من خلال تعزيز المكانة الاجتماعية لرجال الشرطة لكسب ثقة المواطنين ودعم السلوك الشخصي الايجابي لرجال الشرطة في تعاملهم المواطنين، كذلك يبرز دور الإعلام في تحسين صورة رجل الشرطة من ضرورة البعد عن إبراز رجال الشرطة بصورة سلبية وعدم التغاضي عن تجاوزات بعضهم إن وجدت، وتناولها بموضوعية وتنظيم لقاءات وحوارات في المناسبات الاجتماعية والوطنية يشارك فيها رجال الشرطة بكافة شرائحهم، فضلا عن تنظيم أنشطة وبرامج داخل الأحياء بالتعاون مع كافة منظمات المجتمع المدني ووجهاء المدينة بما يخدم المواطن وللإعلام دور هام في تثبيت ثقافة الأمن كمرجعية اجتماعية، ومدى مساهمته في إنجاح أو إفشال السياسات الأمنية التي تتوخى التصدي للمخاطر الأمنية والمؤامرات التي تهدف إلى زعزعة أمن المجتمعات ، فطبيعة المرحلة تقتضي أيضا تجاوز مهمة نقل الأخبار الصا دمة والتفكير جدياً في بلورة تغطية إعلامية نوعية لا تتجاوز واجبها الإعلامي، مخافة السقوط في شراك خدمة إستراتيجية الإرهاب على حساب المصلحة العامة مع ضرورة الاهتمام بدعم وتوثيق الصلة بين أجهزة الشرطة والأفراد ومؤسسات المجتمع المختلفة لتقديم أفضل الخدمات الأمنية بمفهومها الشامل ولنشر مفهوم الشرطة المجتمعية. ولايستطيع احد أن ينكر العلاقة المهمة التي تربط الإعلام بالعمل الشرطي فكلاهما يؤدي رسالة اجتماعية ودورا وطنيا يكمل دور الآخر، فنحن جميعا في وزارة الداخلية وجهاز الشرطة وكذلك المؤسسات الإعلامية "المسموعة والمرئية والمقروءة " نعمل كلنا كشركاء وبالفعل بدأت تظهر على العلن ثمار هذه العلاقة من خلال مجموعة من الانجازات الهامة التي قام بها المكتب الإعلامي للشرطة اخيرا وليس أخرا، ومن هنا يجب على الإعلام إبراز الوجه الحقيقي للشرطة المصريه التي قدمت الغالي والنفيس لتحقيق الهدف الاسمي وهو حفظ الأمن وتعزيز سيادة القانون لكل مواطن مصري ، كما يجب ان لا تدخر جهدا في تعزيز وتوطيد علاقة الشرطة بالمواطن وكذلك تعزيز هذه العلاقة حتى تكون سندا قويا للشرطة المصريه . | |
|